الثلاثاء، 10 أغسطس 2021

الخلافة في بيت المقدس قبل المهدي



الخلافة في بيت المقدس :


بدأت الخلافة في المدينة المنورة فكانت ثلاثون عاما خلافة راشدة .. ثم انتقلت الى دمشق فكانت الخلافة الأموية مايقارب مائة عام .. ثم انتقلت الى بغداد فكانت الخلافة العباسية .. ثم اصبح هناك اكثر من خليفة .. كالاندلس و القاهرة ..
ثم جاء التتار ثم الى ان تم الغاء اخر خلافة اسلامية في مطلع القرن الماضي عندما الغى اتاتورك الخلافة العثمانية .


وستعود الخلافة ان شاء الله .. ولكن هذه المرة في بيت المقدس كما جاء في الروايات .
1- عن حذيفة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثمتكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًافيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثميرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت. / رواه احمد
2- عن عبد الله بن حوالة قال: وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على رأسي ثم قال: يا ابن حوالة إذارأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة؛ فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذٍ أقرب من الناسمن يدي هذه إلى رأسك . / رواه احمد .
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِفَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ . ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبه ثم قال " إِنَّ هَذَالَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ يَعْنِي مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ . / رواه أبو داود.
1- بعد الحكم الجبري الحالي خلافة .



2- الخلافة في بيت المقدس .
3- الزلازل والأمور العظام والهموم الكبرى ) جميعها بعد خلافة بيت المقدس .
4- قبل خروج الدجال فتح القسطنطينية .. وقبلها ملحمة كبيرة .. وقبل الملحمة خراب يثرب ( المدينة ) .. وقبل خراب يثرب عمران في بيت المقدس .
اولا - المسيح عليه السلام :
من المعروف انه سيظهر خليفة عادل يلقب بالمهدي في آخر الزمان يكون ظهوره توطئة لنزول المسيح بن مريم عليهالسلام .
عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهديتعال صل بنا ، فيقول : لا إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة " أخرجه الحارث بن أبي أٍسامة في مسندهباسناد جيّد .. وعند مسلم بدون تسميه الأمير .
فهل في وجود المسيح عليه السلام أو بعده من خلافة وخلفاء ؟ 
ففي الحديث : 
( ويكونُ عِيسَى فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلا ، وَإِمَامًا مُقْسِطًا ، يَدُقُّ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ ، وَيَتْرُكُالصَّدَقَةَ ، وَلا يُسْعَى عَلَى شَاةٍ ، وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ ، وَتُنْزَعُ حُمَةُ كُلِّ دَابَّةٍ ، حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِيالْحَنَشِ فَلا يَضُرَّهُ ، وَتَلْقَى الْوَلِيدَةُ الأَسَدَ فَلا يَضُرَّهَا ، وَيَكُونُ فِي الإِبِلِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا ، وَالذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا ،وَتُمْلأُ الأَرْضُ مِنَ الإِسْلامِ ، وَيُسْلَبُ الْكُفَّارُ مُلْكَهُمْ ،...) 
وفي رواية أنه ينتقل ملك قريش اليه ... وفي رواية : 
ثم يمكث عيسى عليه السلام في الأرض أربعين سنة إمامًا عدلًا، وحكمًا مقسطًاأخرجه ابن حبان وأحمد وابنهوابن منده وغيرهم.
اذن .. 



لا خلافة في زمن المسيح عليه السلام لانه سيكون هو الامام العادل والحكم المقسط ..
اذن فإن المهدي هو آخر الخلفاء وقبل المسيح عليه السلام .. لانه هو من سيوطئ له .
فما هي ظروف ما قبل تولي المهدي الخلافة ؟
ثانيا - خلافة المهدي : 
قبل ظهور المهدي .. يتكون فتنا وهرجا وقتلا كبيرا وفوضى بين المسلمين .. ومن بين المقتتلين ستكون ثلاثة جيوشعلى رأس كلا منها ابن خليفة سابق .. وله من الأعوان ما له ...
1- حديث : يقتتل عند كنزكم هذا ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصل إلى واحد منهم ثم تقبل الرايات السود من قبلالمشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم ثم ذكر شيئاً فإذا رأيتموه فتابعوه ولو حبواً على الثلج فإنه خليفة الله المهدي ./ رواه الترمذي وابن ماجة واحمد والحاكم .
وعلى أثر هذا القتال وهذه الفوضى .. يصلح الله تعالى رجلا يكون على يديه اجتماع الأمة ...
2- حديث : لتملأن الأرض جورا وظلما ، فإذا ملئت جورا وظلما ، يبعث الله رجلا مني ، اسمه اسمي ، واسم أبيهاسم أبي ، فيملؤها عدلا وقسطا ، كما ملئت جورا وظلما ، فلا تمنع السماء شيئا من قطرها ، ولا الأرض شيئا مننباتها ، يمكث فيكم سبعا ، أو ثمانيا ، فإن أكثر فتسعا .
ويبقى السؤال هو : 
من الخلفاء ما بين فتح بيت المقدس الى ظهور المهدي ؟
ثالثا : خلفاء بيت المقدس :
قلت ان قبل المهدي فتن وهرج وقتل ... فماذا قبل هذا الهرج وهذه الفتن ؟
1- عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : 
يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش » ، فقالوا له : ثمّ يكون ماذا؟ قال : « ثمّ يكون الهرج » .
رواه احمد والطبراني في المعجم الكبير .
2- ورواه حمّاد بن سلمة عن أبي الطفيل قال : قال لي عبدالله بن عمر : يا أبا الطفيل أعدد اثني عشر خليفة بعدالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ يكون النقف والنقاف .
(( قال ابن الاثير في النهاية : وفي حديث عبد الله بن عمر : « اعدد اثني عشر . ثم يكون النقف والنقاف » أيالقتل والقتال ، والنقف : هشم الرأس . أي تهييج الفتن والقتل )) .



3- عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ :
( إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَنْقَضِي حَتَّى يَمْضِيَ فِيهِمْ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً . قَالَ : ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ خَفِيَ عَلَيَّ . قَالَ : فَقُلْتُ لِأَبِي : مَا قَالَ ؟ قَالَ : كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ) رواه البخاري .. وفي لفظ آخر: 
( لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً ) .
4- وفي رواية عند مسلم : 
لا يزل الدين قائماً حتّى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش ، ثمّ يخرج كذّابون بين يديالساعة » وسمعته يقول : أنا الفرط على الحوض .
5- وسأل رجل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فقال : يا أبا عبدالرحمن ، هل سألتم رسول الله صلّى الله عليهوسلّم كم يملك أمر هذه الاُمّة من خليفة بعده؟ فقال له عبدالله : ما سألني عنها أحدٌ منذ قدمت العراق ، نعم سألنارسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : 
اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل . رواه أحمد وأبو يعلى والهيثمي في مجمع الزوائد .
6- وعند مسلم ايضا :
لا يزال الدين قائماًً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم إثنا عشرخليفةكلهم من قريش، وسمعته يقول : عصيبة منالمسلمين يفتتحون البيت الأبيض بيت كسرى أو آل كسرى ، وسمعته يقول : إن بين يدي الساعةكذابين فإحذروهم ،وسمعته يقول : إذا أعطى الله أحدكم خيراً فليبدأ بنفسه وأهلبيته ، وسمعته يقول : أنا الفرط على الحوض
7- وعند احمد :
لا يزال الدين قائماًحتى يكون إثنا عشر خليفة من قريش، ثم يخرج كذابون بين يدي الساعة ، ثم تخرج عصابةمن المسلمين فيستخرجون كنز الأبيض كسرى وآل كسرى ، وإذا أعطى الله تبارك وتعالى أحدكم خيراً فليبدأبنفسه وأهله أنا فرطكم على الحوض.
8- وعند احمد ايضا:
سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول في حجة الوداع : 
إن هذا الدين لن يزال ظاهراًً على من ناوئه ، لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمتي إثنا عشر خليفة ،قال : ثم تكلم بشيء لم أفهمه ، فقلت لأبي : ما قال : قال : كلهم من قريش.
9- وعند احمد من حديث جابر من سمرة قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :
لا يزال الدين قائماًحتى يكون إثنا عشر خليفة من قريش، ثم يخرج كذابون بين يدي الساعة ، ثم يخرج عصابةمن المسلمين يستخرجون كنز الأبيض كسرى وآل كسرى ،وإذا أعطى الله تبارك وتعالى أحدكم خيراًًً فليبدأ بنفسهوأهله أنا فرطكم على الحوض.



وفي رواية :
إن هذا الدين لن يزال ظاهراً على من ناوئه لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمتي إثنا عشر خليفة،قال : ثم تكلم بشيء لم أفهمه ، فقلت لأبي : ما قال : قال : كلهم من قريش.
إذاً ..
1- يكون 12 خليفة قرشيا قبل ان يبدأ الهرج والفتن .
2- بعض العلماء اشار الى ان من هؤلاء الخلفاء ( الخلفاء الراشدون الاربعة ابوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي اللهعنهم .. ومنهم من اضاف عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ) 
فهل ورد عن أسماء أو ألقاب هؤلاء الخلفاء في بيت المقدس ؟
أخرج نعيم في كتابه الفتن : 
عن عبد الله بن عمرو قال : يكون بعد الجبارين الجابر ، يجبر الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم المهدي ،ثم المنصور ، ثم السلام ، ثم أمير العصب ، فمن قدر على الموت بعد ذلك فليمت .
وأخرج نعيم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ماتالخامس من أهل بيتي فالهرج فالهرج حتى يموت السابع ، قالوا : وما الهرج ؟ 
قال : القتل كذلك حتى يقوم المهدي 

الثلاثاء، 2 يونيو 2020

حفظ اللسان




  • قال سليمان بن داوود: إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب‏.‏ 
  • قال عبد الله بن مسعود‏:‏ والله الذي لا إله إلا هو ما شيءٍ أحوج إلى طول سجن من لسان.‏ 
  • قال طاووس‏:‏ لساني سبع إن أرسلته أكلني‏.‏ 
  • قال وهب بن منبه‏:‏ في كمة آل داوود حق على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه، حافظاً للسانه، مقبلاً على شأنه‏.‏ 
  • قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله‏:‏ من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل‏.‏ 
  • قال مسلم بن يسار‏:‏ إياكم والمراء فإنّه ساعة جهل العالم وعندها يبتغي الشيطان زلته‏.‏ 
  • قال لقمان لابنه‏:‏ يا بني لا تجادل العلماء فيمقتوك. 
  • قال بلال بن سعد‏:‏ إذا رأيت الرجل لجوجاً ممارياً معجباً برأيه فقد تمت خسارته‏.‏ 
  • قال ابن أبي ليلى‏:‏ لا أماري صاحبي فإمّا أن أكذبه وإمّا أن أغضبه‏.‏ 
  • قال عمر رضي الله عنه البر شيء هين وجه طليق وكلام لين‏.‏ 
  • قال بعض الحكماء‏:‏ الكلام اللين يغسل الضغائن المستكنة في الجوارح‏.‏ 
  • قال مالك بن دينار‏:‏ الصدق والكذب يعتركان في القلب حتّى يخرج أحدهما صاحبه.

ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن اللسان قوله: (ومن كانَ يؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فليقُلْ خيراً أو ليصمُتْ)، وقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في أمرٍ أو حُكمٍ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) يدلّ على أنّ هذه الخصال من خصال الإيمان، وأنّ هذه الأعمال تزيد إيمان المرء أو تنقصه، وفي هذا الحديث أمر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- المسلم أن يقول الخير في سائر كلامه، فإن لم يكن يحوز خيراً في أمره فإنّ الخير له أن يصمت، وفي هذا دلالة على أنّ سائر كلام الإنسان لا يمكن أن يكون خيراً، وسوى ذلك في آنٍ واحد، بل إمّا أن يكون الكلام خيراً؛ فأمر النبيّ بإطلاقه، أو أنّه عدا ذلك؛ فأمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حينها أن يصمت عنه، وقد سأل معاذ -رضي الله عنه- رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن المؤاخذة باللسان، فأجابه: (ثكلتك أمك يا مُعاذٍ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلّا حصائد ألسنتهم).




 وقد اختلف العلماء في ما إن كان كلّ ما نطق الإنسان قد كُتب في صحيفته، أم إنّه لا يُكتب عنه إلّا ما فيه ثواب أو عقاب، فقال ابن عبّاس رضي الله عنه: (إنّ كلّ ما نطق ابن آدم كُتب في صحُفه حتّى حركاته وسكناتُه، حتى إذا جاء يوم الخميس رُفع كل ّما كتب عنه فأُخذ منه ما فيه عقاب أو ثواب، ثمّ طُرح ما خلا ذلك)، وهذا تفسير قول الله تعالى: (يَمحُو اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتابِ)، ولو أنّ الإنسان لم يكن مؤاخذ بما ليس فيه حُرمة من القول، إلّا أنّه نادم على الوقت الذي ضاع هباءً دون فائدة، وتلك عقوبة بحدّ ذاتها، وفي المقابل فلا بدّ أن يتذكّر المسلم أنّ ليس كلّ الصمت محمود، بل إنّ الكلام الذي يرضاه الله -تعالى- خيرٌ من الصمت، فقد قال بعض السلف: (يعرض على ابن آدم يوم القيامة ساعات عمره، فكلّ ساعةٍ لم يذكر الله فيها تتقطع نفسه عليها حسرات)، وقال أحد الصالحين: (إنّما الكلام أربعة: أن تذكر الله، وتقرأ القرآن، وتسأل عن علم فتخبر به، أو تكلّم فيما يعنيك من أمر دنياك)، فكانت هذه الأوجه التي تستحقّ الكلام فيها وإلّا فلا.

 فوائد حفظ اللسان إذا عمل المسلم بوصيّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فأطلق لسانه في ذكر الله، والأمر بالمعروف، وطاعة الله عموماً، وكفّه عن الخبيث والفاحش من الكلام؛ فإنّه سيجني العديد من الفوائد التي يفرح بها في الدنيا والآخرة، منها:




 حفظ اللسان يعدّ سبباً لاستقامة الإيمان، وأساساً لصلاح القلب، وسائر الأعضاء، ففي هذا قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا يَسْتَقِيمُ إِيمانُ عبدٍ حتى يَسْتَقِيمَ قلبُهُ، ولا يَسْتَقِيمُ قلبُهُ حتى يَسْتَقِيمَ لسانُهُ).

 حفظ اللسان دليل على حُسن إسلام المرء، وحسن سيرته، فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ مِن حُسنِ إسلامِ المرءِ تركَه ما لا يَعنيه).

حفظ اللسان سبب لعلوّ الدرجات، ودخول أعلى الجنان في الآخرة، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ في الجنَّةِ غُرَفاً يُرَى ظاهرُها من باطنِها وباطنُها من ظاهرِها، فقال أبو مالكٍ الأشعريُّ: لمن هي يا رسولَ اللهِ؟ قال: لمن أطاب الكلامَ، وأطعم الطَّعامَ، وبات قائماً والنَّاسُ نِيامٌ).

 حفظ اللسان سبب لتحقيق رضا الله تعالى، ففي الحديث السّابق ذكره: (إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ اللهِ، لا يُلقي لها بالًا، يرفعُه اللهُ بها درجاتٍ).



صفات المهدي المنتظر





بنسبه لمكان خروج المهدي عليه السلام لا يوجد نصٌ شرعيٌ صريحٌ يدلّ على مكان ظهور المهدي المنتظر، أو وقت خروجه بالتحديد، ولم يثبت أي حديث يدلّ على ذلك، وإنمّا ذكرت الأحاديث أنّه سيظهر في آخر الزمان، قبل خروج المسيح الدجال، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام.

ورد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، التي تُبيّن الصفات الخَلقية، والميّزات الشخصيّة، والأعمال التي سيقوم بها المهدي المنتظر خلال فترة خلافته، وفيما يأتي ذكر بعض الصفات:

ثمّة تطابق بين اسم المهدي، واسم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبين اسم والد المهدي، واسم والد رسول الله، فالصحيح أنّ اسم المهدي محمد بن عبد الله، ولا يصحّ أن يكون اسمه غير ذلك من الأسماء، كزيد، أو عمر، أو غيره، وقد رُوي الكثير من الأحاديث التي تدلّ على ذلك، ومنها ما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لو لم يبقَ من الدنيا إلَّا يومٌ، لَطَوَّلَ اللهُ ذلِكَ اليومَ حتى يبعثَ فيه رجلاً من أهلِ بيتي، يواطيءُ اسمُهُ اسمِي، واسمُ أبيه اسمَ أبي، يملأُ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ ظلماً وجوراً).




ومن أظهر ألقابه المهدي، وقد لقّبه به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (يخرجُ في آخرِ أُمَّتي المهديُّ، يَسقِيه اللهُ الغَيْثَ) ومن الجدير بالذكر أنّه لم يشترك معه أحدٌ في هذا اللقب، إلّا الخلفاء الراشدين الأربعة، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (فعليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديِّينَ، عَضُّوا عليها بالنَّواجذِ) ويدلّ هذا اللقب على حصول الهداية والتوفيق من الله تعالى، وقد قام عددٌ من علماء أهل السنّة، ومنهم: الإمام الأسفراييني، وابن حزم الأندلسي، والإمام الذهبي، وابن تيمية، وابن القيم، وغيرهم من العلماء بإضافة كلمة المنتظر إلى لقبه؛ ليصبح المهدي المنتظر، وتدلّ كلمة المنتظر على أنّ الأمة تنتظر خروجه في آخر الزمان، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض العلماء لقّبوه بألقابٍ أخرى، كالقائم؛ لأنّه سيقيم شرع الله تعالى في الأرض، كما قال الإمام ابن حجر الهيثمي: (جعل الله القائم بالخلافة الحقّ عند شدّة الحاجة إليها من ولده، ليملأ الأرض عدلاً)

يرجع نسب المهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فهو من آل بيته الكرام، وبالتحديد من نسل فاطمة الزهراء رضي الله عنها، مصداقاً لما رواه علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (المهديُّ مِنَّا أهلَ البيتِ يصلحُهُ اللهُ في ليلةٍ)، بالإضافة إلى ما روته أم سلمة -رضي الله عنها- أنّها سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (المهديُّ من عِتْرتي من ولدِ فاطمةَ).




فمن صفاته الخَلقية أنّه أقنى الأنف، أجلى الجبهة، مصداقاً لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (المَهْديُّ منِّي، أجلى الجبهةِ، أقنى الأنفِ)، والمقصود بأجلى الجبهة واسع الجبهة، أي أنّه منحسر الشعر عن مقدمة الرأس، ومعنى أقنى الأنف أي دقيق الأنف. 

ومن صفات المهدي المنتظر أنّ الله تعالى يصلحه في ليلةٍ، كما روى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (المهديُّ مِنَّا أهلَ البيتِ يصلحُهُ اللهُ في ليلةٍ)، وربما يكون المقصود من قول يصلحه في ليلةٍ؛ إعداده في ليلةٍ لتولّي الخلافة، واستلام زمام الأمور، من خلال تسخير الله تعالى الأعوان له، حتى ينصروه، ويمكّنون سلطانه، ويثبّتون أركانه، وربمّا قصد بذلك أنّ الله تعالى يصلح تقصيره، فيهديه، ويتوب عليه في ليلةٍ واحدةٍ، كما قال ابن كثير رحمه الله : (يصلحه الله في ليلةٍ واحدةٍ، أي: يتوب عليه، ويوفقه، يلهمه رشده، بعد أن لم يكن كذلك)، فقبل زمن المهدي يكون قد ساد الأرض الظلم والجُور، بحيث يكون الظلم صورةً عامةً، وانطباعاً سائداً، فيملؤها بعد خلافته قسطاً وعدلاً، فتكون على منهاج النبوّة، فيحكم بالعدل والقسط، حكماً مستمّداً من الكتاب والسنّة، لا قانوناً وضعيّاً، أو شريعةً أرضيّةً، ممتثلاً في ذلك قول الله تعالى: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ)، وقوله أيضاً: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ).